الجمعة، 8 يونيو 2018

مقدمة البحث



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
وبعد: فإن الاشتغال بالعلم من أفضل الطاعات، وأعظم القربات، وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات، خصوصا علم الفقه العذب الزلال، المتكفل ببيان الحرام والحلال،
ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وعلم الفقه من أشرف العلوم وأرفعها شأنا، وأبعدها مدى؛ و أوسعها امتدادا، وأشدها ازديادا، وهو أولى بالبقاء من الشعر لقول أبي تمام:

ولو كان يفنى الشعر أفنته ما قرت   حياضُك منها في العصور الذواهب
ولكنه صـوب العقــول إذا انجـــلت   كتـائــب منها أتبـعـت بكـتائـــــــــب

   ولما كان شأن علم الفقه هكذا كان التأليف فيه كذلك باق متواصل إلى أن يرث الأرض ومن عليها، لأن نصوص الشرع محدودة والنوازل دائما متجددة كما قال القائل:

لدو حة الشـرع تفريـع وتأصيـل   والمجملات يجـليها التفاصيل
وللنصوص انحصار والنوازل لا   يحصى وليس لحكم الله تبديل

  فعلى تجدد المسائل والنوازل ، وتجدد شدة احتياج الناس إلى التآليف: يتجدد التأصيل والتأليف العلمي من جديد،
   وقد كان ممن ألفوا لهذا السبب شيخُنا وشيخ مشايخنا العلامة الموسوعي اللوذعي الشيخ أبو مدين امباكي شعيب السنغالي الطوبوي- رضي الله عنه وعن سلفه أجمعين – حيث ألف كتابه هذا لما رأى شدة احتياج المريدين إلى كتاب مختصر سهل المأخذ يكون فيه ضروريات أحكام الشريعة الإسلامية، فألف لهم كتابه هذا الذي جاء على وفق لك.
  هذا وكان مما كنت أريده وأشتهيه أن يأت علي يوم أحقق فيه هذا الكتاب العلمي النفيس تحقيقا يجعله يَرفُل في ثوب علمي جديد يتقرب به إلى طلاب علم الشريعة، 
    فوفقني الله تعالى أن تمت الموافقة عليه ليكون موضوع  بحثي للتخرج في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بموريتانيا، لكن لضيق الوقت المضرُوبِ لي في إنجاز هذا البحث وضخامة حجم الكتاب جعلاني أعجز عن تحقيقه كله فاضطررتُ بذلك إلى تحقيق جزء يسير منه راجيا أن أحقق بقية الكتاب فيما بعد - إن شاء الله – لأن من يترك الخير القليل لا يفعل الخير الكثير كما قال القائل:
افعل الخير ما استطعت وإن كا   ن قليلا فلن تحيط بكله
ومتى تفعل الكثير من الخــيــــــ    ـر إذا كنت تاركا لأقله
   والجزء المحقق من الكتاب هو بعض المبحث الثاني الذي فيه أحكام الوقت والطهارة وإقامة الصلاة وغير ذلك....
  وهذا غاية جهدي في هذا العمل، والله أسأل أن يوفقني فيه وينجيني من الخطل والزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، 

وصلى الله وسلم على نبيه الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه إبراهيم كيبي بتاريخ: 12/04/2018م



اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي