لبِسْـمِ اللَّـهِ الرَّحْـمَانِ
الرَّحِـيمِ
وَالصَّلاَةُ وَالسَّـلاَمُ عَلَـى
رَسُولِ اللَهِ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحْبِهِ وَخَدِيمِهِ وَمَنْ وَالاَهُ
أَمّـَابَـعْـدُ:
- الـدُّخَـلاَءُ فِي الْـمُرِيـدِيَّـةِ
إن المـريدية طريقة مطابقة للسنة المـحمدية،
وهي لم تـهب طائعوها إلالما يرضي رب البرية ويرفعهم إلي المراتب العلية. ومُؤَسِّسُهَا
شديدٌ تمسُّكُهُ بالسنة الغرَّاء، لأنه لم يفعل ولم يقل قط ما يـخالف السنة المطهرة،
وإنه وإن كان علـى قِمَمِ الحياة الصوفية، لم يسبق قلمه إلي تلك الشطحات الصوفية المباينة
لظاهر الشريعة التي طالما يدخل تشككا في بال الواقفـين علـى شاطـئ ظاهرالقرءان الذين لم يكرعوا علي زلال الصوفية العذبة الباردة
المنقـعة غـلة العـطشان ومن مصداقه قـوله:
مَنْ طَلَبَ الْوُصُولَ لِلْجَلِيلِ
|
فَلْيَعْتَصِمْ بِسُنَّةِ الرَّسُولِ
|
ولكن إذادققـنا النظر متـجردين عن التعصّبِ
الطائفيَّةِ إلي حالة بعض المنتمين بالمريدية
نجد أنهم تمسكوا بالقُـشُورِ، وتركوا الْجُـذُورَ، بل تَخَـلَّعُوا منها كُلِيًّا،
وخاطوا لأنفسهم ثوب طريقة جديدة، مغروزة بخيوط اتباع الظنون والهوي وبفضل مبادئ هذه
الطريقة الجديدية استباحوا لأنفسهم الغوض فيما يـخالف السنة المطهرة، ويقـوض أواسي
التوحيد الوَطِيدَةِ، فسول لهم الـهوى أعمالهم وأملي لهم، وسمعت في هذه الأيام قصة
مدهشة للغاية، وهي أن في فـتيان المريدية فـتية لايقرءون إسم الرسول صلي الله عليه
وعلي ءاله وصحبه وخديمه وأمته وسلم المكتوب في القصائد الخديمية متعللـين بعلل جوفاء
يأباه الدين القويم ويرفضه العقل السليم فالشيخ الخديم كان أقصي مايطمح ويتشوف إليه أن يكون
عبدا لله وخديـما لرسول الله، ونـجده في منظوماته وفي منشوراته يتضرع إلي الله واقفا
ببابه، ليخصصه الله هذين المطلبين الذين محوا في قلبه حب الأولاد وحب المغانـي والأهلين.
ومن دعواته قوله في فتح الفتاح في مدح المفتاح،
دَعَوْتُ رَبِّي وَدُعَائِيَ يُجِيبْ
|
كَونِيَ عَبْدَ اللَهِ خَادِمَ الْحَبِـيبْ
|
فكيف
يجترأ عاقل يدعي الإنتماء لهذا الشيخ بعد هذا البيت الواضح الدلالة أن يقلب
الحقائق ويغوض في ترهات لاتستند علي أية مرجع موثوق .ومنهم من يدعون عقائد مفبركة لاأريد
إتيانـها علي حقيقتها بل تلويحا لاتصريحا لعل الإخوة الكرام يغـتفرونني و يقبلون عذري
.لكن مهما يك من أمر فإن عدم ذكرها هنا ليس أنها
غير موجودة. وهي موجودة ومنتشرة فمن شاء فليتبين لنفسه وهؤلاء وأترابـهم إيـاهم
أقصـد بالدخـلاء فـي المـريدية.
- الدُّخَــلاَءُ
ويمـكن
أن نـقسم هـؤلاء الرجال علـى صنفـين،
الصـنف الأول:
رجال علـى شاكلة السَّفَسْطَائِيِّـينَ يلعبون بعـقول العامة كماشاءهم، ويتلونـون كما
يتلون الغُـولُ وهم صواغ ووضاع قصصٍ مُزَيَّفَـةٍ، ووضعوا لأنفسهم معاييرا يُرَجِّحُـونَ
به من شاءهم علي غيره من سلفنا الصالح، وإذا أمعنت النظر فيهم تجد أ ن أكثرهم تَـجَوَّلُـوا
في البلدان وقرعوا جميع الأبواب الْكَسْبِيَّـةِ. ولمـا يحالفهم الحظ وباءوا بالفشل، ولم يبق لهم متـجر تدر به مايشفي غلتهم إلاتلفيق
قصص واهية جَـذَّابَةٍ .يهزون بها أفئدة المريدين الغارقـين في بحر محبة الشيخ الخديم،كي
ينالوامنهم أموالا خطيرة.
والصـنف الثانـي: أَوْرَطَـهُ الْغَوْضُ في تأويل القصائد الخديمية
بتأويلات لاتمت صلة مع الرؤية الخديمية، ومستواه الفائق المقيس في التصوف، فحرفوا الكلم
عن مواضعه فوقعوا في بَرَاثِنِ الجهالةِ والضلالِ
فأضلواكثيرا وضلوا عن سواء السبيل.
- مُـجِـيـبُـوالـدُّخَـلاَ ءِ
وعلمتم
أن الله لم يدخل الجميع في زُمْرَةِ العلماءِ، فلابد أن يكون في البشر جمع لايبيت في
رءوسهم ألف ولاباء إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن هنا يمكننا أن نقول أن الواقعين علي شرك
هؤلاء النخاسـين جلهم جهلاء لم يشموا رائـحة التمييز بيـن الحـقِّ وَالْمَـيْنِ، وقـدغلبهم
هيمان الشوق والحب الذين كـثيرا ما يذهـلا ن صبا عن التبـين فيما ينسبه الرواة إلي حبيبهم، فصاروا مُنْحَازِينَ في صفـوف هؤلاء
الدخلاء.
- مَصِـيـرُ هُـمْ
لاشك أن مصير كلا الفريقـين غير مرضية، لأنـهم
وما يتبعون من دون أوامر الشيخ حصب جهنم وهم
لها واردون لأن الشيخ يقـول:
إِلَي اللَهِ بِالْقُرْءَانِ وَالسُّنَّةِ
الَتِي
|
هَدَتْنِي صَرَفْتُ الْكُلَّ وَالْقَلْبُ
خَاشِعٌ
|
|
وَقَــالَ
|
||
إِذْكُلُّ مَنْ دَانَ بِلاَهُ طُرِدَا
|
وَلِلْجِنَانِ أَبَدًا لَنْ يَرِدَا
|
|
- الْـوَصِـيَّـةُ
أوصي
جميع إخواني المريدين أن يـجتهدوا علي اتباع آثار الشيخ الحقة، ويتـنحواعن الإصغاء
إلي أمثال هؤلاء الدخـلاء وماعليهم إلاالرجوع
إلي كتابات الشيخ الواضحة وضوح الشمس وإلي الروايات الصحيحة المتصلة الأسانيد نابذين
وراء ظهورهم كل الروايات المبهمة، والمدلسة
لأن كلاهـما يقدح في صحة الحديث والحديث المبهم عند الإصطلاحيـين أن يكون في الإسناد
رجل لم يسم إسـمه صراحة، كماعرفه صاحب المنظومة البيـقونية في قـوله:
وَمُـبْهَمٌ مَافِـيهِ رَاوٍلَـمْ يُسَـمْ[1]
مثـلا:
كأن يقـول الراوي جاء رجـل أوقال رجل فنـتحير
ونقول من هذا الرجل أعادل أوفاسـق ؟ والرواية علي هذا النوع كـثير في روايات الدخلاء
يقولون رويت من شيخٍ صالحٍ قال: قال الشيخ كذا وكذا أوتَلَـقَّيْتُ من فَمِ شيخٍ كبيرٍ
كذاوكذا، ونـحو هذا من إبـهامات لانجد أدني شـك بأنـها مخـتلقات منسوبة للشيخ .وهذا
أي الرجوع إلي كتابات الشيخ والإعتماد علي الروايات الصحيحة علي حسب رأيي وفكرتـي الرَّاكدةِ
هـو الحل الناجح لكل من أراد الإقتـداء علي الشيـخ والإتـباع علـى منهـجه الواضح البـين.
[1] شـطر بيـت من منـظمومة البيـقـوني رحمه اللـه قال:
مُعَـنْـعن كـعن سعيـد عـن كرم **
ومـبهم مافـيه راو لم يسـم
ما شاء الله جميل جدا بارك الله فيك وكثر أمثالك، لمثل هذا فليعمل العاملون
ردحذفبارك الله فيك
ردحذف